لا يوجد أرقام رسمية دقيقة حول احتياطيات الأرض من النفط، حيث تختلف الأرقام وفقًا للعوامل التكنولوجية والاقتصادية، لذا يوجد جدل واسع بين المتفائلون والمتشائمون حول موعد ذروة النفط، التي يرى البعض أنها تقترب، ولكن ما الذي يقترب بالتحديد، ذروة إنتاج أم ذروة استهلاك؟.
خلال العام الماضي، زاد الطلب العالمي على الطاقة بنسبة 2.1% ، أي أكثر من ضعف الزيادة المسجلة في عام 2016، وكذلك المستويات المسجلة خلال الخمس سنوات السابقة، والتي يبلغ متوسطها 0.9%.
تبلغ نسبة الطلب على الطاقة من آسيا وحدها خاصة الهند والصين بـ 40%، وشكل الوقود الأحفوري 72% من احتياجات العالم، ووفرت المصادرة المتجددة 25%، فيما وفرت الطاقة النوورية 3%، لذا بالرغم من سيطرة الموارد الجديد على حصة أكبر من مزيج الطاقة، لا يزال الوقود الأحفوري يضمن نسبة كبيرة من إمدادات العالم.
في فئة الوقود الأحفوري، يتم استهلاك 95 مليون برميل من النفط يوميًا، ويرجع ذلك إلى انتعاش صناعة البتروكيماويات وزيادة عدد السيارات المستخدمة، والتي تشير التوقعات إلى ملياري سيارة بحلول عام 2040، إلى جانب الشاحنات التجارية.
وقالت شركة “توتال (PA:TOTF)” الفرنسية إنها تتوقع زيادة الطلب العالمي على النفط بنسبة 11% بحلول 2040، في نفس الوقت تتوقع وكالة الطاقة الدولية زيادة الاستهلاك في الصين والهند وبالتالي زيادة الطلب على النفط، مشيرة إلى أنه من الصعب توقع نهاية قريبة للصناعة حتى بعد 22 عام من الآن.
وأضافت، أن الحالة الوحيدة التي يمكن فيها الحديث عن نهاية وشيكة لهذه الصناعة، هي عندما يستطيع البشر توفير الوقود اللازم للسيارات، البلاستيك المستخدم في احتياجاتهم اليومية، الطاقة للمصانع، المنتجات الصيدلانية، العزل الخاص بالمنازل، التغليف، الطلاء، المنظفات، أسفل الطرق، المواد اللاصقة، المدخلات الزراعية دون أن يكونوا في حاجة إلى النفط.
منذ 60 عام يحاول خبراء التكنولوجيا والاقتصاد معرفة موعد جفاف باطن الأرض من النفط، وفي خمسينيات القرن الماضي، توقع “ماريون كينج هوبرت” وصول الإنتاج الأمريكي إلى ذروته وهو ما حدث بالفعل في عام 1970.
كانت توقعات “هوبرت” صحيحة ولكن لفترة مؤقتة، حتى بدأ الإنتاج واسع النطاق لموارد النفط والغاز غير التقليدية، مثل النفط الصخري في منتصف العقد الأول من القرن الجاري، والذي جعل السوق الأمريكي رائد صناعة النفط، ووفر له احتياطيات تكفيه لمدة 60 عام مقبلة، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.
تسمح الطرق المستخدمة في الوقت الحالي باستخراج ما بين 30% إلى 40% فقط من احتياطيات النفط بالحقول، وسوف يعادل استخراج 1% إضافية من كل الحقول حول العالم سنة ونصف السنة من الاستهلاك العالمي، حيث تعمل شركة “توتال” حاليًا على تطوير مجموعة من التقنيات، وتجري أبحاث عديدة لتنفيذ عمليات استخراج أكثر كفاءة.
ومن جانبه، قال “إيتيين أنجليز دورياك” نائب رئيس شركة “توتال”، إن الاحتياطيات الحالية تكفي لتغطية احتياجات العالم لمدة 40 عام، إلا أن الاكتشافات الجديدة قد تزيد هذه المدة إلى 60 عام، فيما يمكن للموارد الغير تقليدية مثل النفط الصخري أن ترفعها إلى 90 عام.
The post هل تقترب صناعة النفط على ذروة إنتاج أم ذروة استهلاك؟ appeared first on ارباح أون لاين.
0 التعليقات:
إرسال تعليق