الاثنين، 5 نوفمبر 2018

هل ستنسحب أمريكا بالفعل من منظمة التجارة العالمية؟

– Investing.com قال عبد الله صادق دحلان، مؤسس ورئيس مجلس أمناء جامعة الأعمال الأهلية، إنه قبل 30 عاما كان من بين المروجين لفكرة التجارة الحرة والاقتصاد العالمي الحر، وطالما طالب بإزالة الحواجز الجمركية وبناء سوق موحد تنتقل بينها السلع دون فرض أي رسوم جمركية.

وأضاف أنه كان من المؤيدين بقوة للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، التي نادت الولايات المتحدة بتأسيسها، لتحرير التجارة من القيود الجمركية التي كانت تفرضها بعض الدول لحماية منتجاتها المحلية، وبعد اتفاق الدول الصناعية الكبرى على الانضمام، وبعد تهديد الدول الكبرى للدول النامية للانضمام إلى عضوية منظمة التجارة، وبالفعل وافقت برلمانات الدول النامية، رغم معارضة المصنعين المحليين خوفًا من المنافسة بالسعر والجودة من بعض الدول الصناعية.

وبناءًا على الاتفاقية، تم تغير أنظمة الجمارك، وأنشئن بنوك دعم الصادرات، وتفاعلت جميع الدول مع الأنظمة العالمية الجديدة لتبادل التجارة، وكانت الولايات المتحدة هي المستفيد الأكبر، ثم الصين والاتحاد الأوروبي واليابان، إذ انتشرت صناعاتهم بشكل كبير وهيمنت على الأسواق العالمية، وصارت الدول الصناعية الكبرى تنافس بعضها بنفس الأسواق.

وأشار دحلان، إلى أن تهديد الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” بانسحاب بلاده من منظمة التجارة العالمية، لعدم اتسامها بالحيادة ولأنها تعمل لصالح الصين ضد الولايات المتحدة خلال السنوات الماضية، كان صدمة كبيرة لأعضاء منظمة التجارة وخاصة أعضاء الدول النامية، التي بدأت تنمي وتطور صادراتها إلى السوق الأمريكي.

وأوضح، أن هذه التهديدات صدرت بسبب الخلاف القائم بين قطبي التجارة العالمية “واشنطن وبكين”، وقرر البلدان اتخاذ إجراءات حمائية لمنتجاتهما وصلت إلى درجة التأثير على معدل النمو الاقتصادي للطرفين، وأن كانت الصين هي المتضرر الأكبر، نظرًا لسيطرة صادراتها على السوق الأمريكية.

يبدو أن أمريكا لم تستوعب تغير خارطة القوى الاقتصادية بالعالم، حيث أصبحت الصين تنافس على الصدارة كما أن الاتحاد الأوروبي يشكل قوة ضاربه وعلى رأسه ألمانيا، وفي قارة آسيا اليابان الذي صار قوة اقتصادية هائلة ذو تأثير قوي في الأسواق العالمية، وبالتالي فإن أمريكا لن تستطيع فرض قوتها الاقتصادية عليهم.

وأكد دحلان، على أن خروج الولايات المتحدة من منظمة التجارة العالمية لن يتسبب في توقف نشاط المنطقة، أو الحد من عملها، مشيرًا إلى أن بقية الأعضاء سوف يتضامنوا من أجل استمرار المنظمة، بالرغم من وصول إجمالي التجارة الخارجية للولايات المتحدة مع العالم خلال العام الماضي إلى حوالي 3.8 تريليون دولار، بصافي عجز قيمته 796 مليار دولار، كما أن التجارة الخارجية لأمريكا تمثل 13% من إجمالي التجارة العالمية، وبلغت قيمة إجمالي التجارة العالمية خلال النصف الأول من العام الجاري 2.6 تريليون دولار، بعجز 404 مليارات دولار.

تُقدر مساهمة الولايات المتحدة من الناتج المحلي العالمي نحو 23%، وفي حال انسحابها من اتفاقية التجارة العالمية فسوف تجد نفسها أمام تكتلات جديدة تُشكل خريطة جديدة لتعاملاتها التجارية مع بعض الدول الأعضاء بالمنظمة، كما ستواجه منتجاتها رسوم جمركية إضافية وعوائق إدارية كبيرة، وفي النهاية سيتأثر المستهلكون وسيتوقفون عن شراء السلع المكلفة وسيتجهوا إلى السلع البديلة، وبالطبع الصين هي البديل الوحيد.

وأشار إلى أن قرار الانسحاب هذا لا يتماشى مع الخطط التي وضعتها أمريكا في بداية التسعينات، على أساس الاقتصاد المفتوح وحرية التجارية، موضحًا أن هذا القرار سيكلف الاقتصاد الأمريكي تعويضات ضخمة قد تدفعها الحكومة الأمريكية للمتضررين من المصدرين الأمريكان.

The post هل ستنسحب أمريكا بالفعل من منظمة التجارة العالمية؟ appeared first on ارباح أون لاين.

المصدر ارباح أون لاين

Related Posts:

0 التعليقات: