مطعم وهمي تفوق على آلاف المطاعم في لندن بفضل استراتيجيات التسويق الذكية
"باتلر" استعان في مشروعه الوهمي بعدد من الإمكانيات البسيطة جدا والموجودة عند غالب الاشخاص ، فبالنسبة للمكان ، "باتلر" كان عنده بيت صغير ، وكل ما يحتاجه للبدأ في اطلاق مشروعه هو خط هاتف ارضي ، بعد ان حصل على ذلك ، اكتشف انه يحتاج الى انشاء موقع الكتروني ، وصور عن الأكلات التي سيقدمها ، ويجب على الصور الخاصة بالأكلات التي سيقدمها ، ان تعتمد على شيئين أساسيين :
1 - شكل جذاب للأكلات تفتح شهية الزوار ، واستعان فيها بصور احترافية لأكلات مختلفة
2 - محتوى مكتوب مميز للمطعم ، واستخدم وصفات اكل غريبة ، لكي يعبر عن تميزه وتنتشر اخباره ، لجذب اهتمام أنواع مختلفة من الجمهور المستهدف لمطعمه الجديد
بعد ان قام بكل ذلك ، فكر " بتلر " في خطوة جديدة وذكية ، وهي إضافة رابط موقع مطعمه الوهمي الى منصة " Tripadvisor " وهي منصة خاصة بتقديم آراء المستهلكين ونصائح السفر حول الفنادق و المطاعم حول العالم ، حيث طلب من المنصة ضم مطعمه الوهمي لقائمة المطاعم الموجودة في لندن عندهم ، وفعلا ثم قبول طلبه ، وثم ادراجه في المنصة كواحد من المطاعم الموجودة في لندن ، ولكن كان في المرتبة رقم 18 الف في تصنيف منصة " تريب ادفيزور " وهذا عادي كموقع اضيف حديثا
لكن المدون البريطاني اكتشف انه ليصبح في مرتبة متقدمة ، يجب عليه ان يتبع خطوات بسيطة ، واولها الحصول على آراء إيجابية ، لذلك استعان بمجموعة من أصدقاءه لكي يكتبوا مراجعات وأراء عن مطعمه الوهمي ويصفوا الوقت المميز الذي قضوه هناك
تلك المراجعات الايجابية Reviews استطاعت خلال اسبوعين فقط ان تجعل المطعم ضمن أحسن 10 آلاف مطعم في لندن ، يعني تصنيفه زاد أكثر من 8000 مرة واحدة ، ماترتب عليه تواصل العملاء مع المطعم
تاني شيء قام به ، كان عندما يتصل به احد العملاء لحجز طاولة في المطعم ، كان "بتلر" يقول له إن كل الأماكن محجوزة في الاشهر الـ4 القادمة ، وهذه طريقة ذكية لتعطي شعور للعملاء بان المطعم مشهور ومميز وغامض والوصول اليه يكاد يكون مستحيل
" باتلر " أكد ان هذه الخطوة التانية ساعدته بالصعود في ترتيب منصة " تريب أدفيزور " بطريقة أسرع ، بحيث إنه وصل للمركز 156 في ترتيب أحسن المطاعم ، وبعدها إلى المركز الأول ، وفي ذلك الوقت ، وجد " باتلر " ان خطته كلها نجحت ، ما جعله يقرر التواصل مع "تريب أدفيزور" ويبلغهم بأن المطعم رقم واحد في لندن كان مجرد " كذبة " !
الخلاصة :
والمفارقة هنا والسؤال الذي يجب ان نطرحه لانفسنا ، إذا كان هذا الراجل لا يملك منتج حقيقي ومكان حقيقي على الواقع ، لكنه استطاع أن يتفوق على كل المطاعم التانية بمشروع وهمي ، فلماذا بعض المشاريع ممكن ان تفشل رغم ان لديها منتج جيد ؟
الفكرة كلها في ذكاء استخدام الموارد المتاحة والحرفية في التعامل على أدوات التسويق ، وهناك ايضا نقطة تلعب دورا مهما وهي الشغف ، اي انك لو كنت تقوم بعملك بشغف وحب ولديك هدف ، فهذا يعطيك طاقة وافضلية ، وهو سبب هام للنجاح
خدعة " باتلر " بعد الكشف عنها عملت صدى كبير خاصة وان المدون البريطاني ، استطاع ان يجعل مطعم وهمي يتفوق على 18 ألف مطعم حقيقي ، من خلال دراسته و استخدامه لاستراتيجيات التسويق الالكتروني بالطريقة المناسبة لمشروعه الوهمي وهذا يجعلنا نفكر ماذا لو هذا المشروع حقيقي ، الى اي مدى سيصل نجاحه ؟
ملخص القصة :
- التسويق من أهم أعمدة نجاح مشروعك التجاري
- المظهر الخارجي الجميل لمشروعك قد يقودك لنجاح لم تحلم به
- أهمية المراجعات وحث العملاء على تقييمك
- تواضع الامكانات لا يعني عدم وصولك الى ما تطمح به
- التخطيط الناجح يقودك نحو الامام
0 التعليقات:
إرسال تعليق